أكدت التصريحات الأخيرة لوزير المالية محمد الجدعان أن سعر البنزين في السعودية ارتبط بسعر تصديره من السعودية إلى الأسواق الخارجية بنسبة ١٠٠%، مبينًا أن الانخفاض الذي أُعلن في المراجعة الدورية لشهر مايو الحالي جاء بسبب هبوط سعر النفط.
وأكد في تصريحاته أنه سيستمر ربط سعر البنزين في السعودية بسعر صادراتها المرتبط بالسعر الدولي، وستتم مراجعته على أساس شهري.
وجاء هذا التصريح ليصادق على تصريح سابق لوزير المالية في عام 2018، أكد فيه أنه إذا حدث انخفاض في سعر النفط فسوف يقل سعر البنزين تباعًا.
من جهتها، علقت فاطمة العثمان، المهتمة بمواضيع الطاقة، على تصريحات الوزير الأخيرة قائلة: ذكر وزير المالية في حديثه لصحيفة بلومبرغ ربط سعر البنزين بالأسعار العالمية، ولانخفاض سعره عالميًّا تم تخفيضه مؤخرًا، وسيستمر ربطه بالمعيار السعري العالمي.
وقالت: يساعد ربط السعر في إيجاد آلية واضحة، توفر رؤية مستقبلية للجميع، ويقلل أيضًا من سوء استخدامه وبيعه بأسعار مختلفة.
وأضافت: هذه الآلية متبعة في كثير من دول العالم؛ إذ يتم مراجعة الأسعار إما بشكل يومي كالولايات المتحدة الأمريكية، أو بشكل أسبوعي مثل كوريا الجنوبية، أو بشكل شهري كالإمارات والسعودية. وتتضمن المعادلة السعرية بنودًا عدة، مثل أسعار خام برنت، وسعر الصرف، وتكلفة التداول، والرسوم التي يتم تحديدها.
من جهته، قال الكاتب المختص في شؤون النفط، المهندس عبدالرحمن بن محسن النمري: المراجعة الدورية لأسعار البنزين التي أعلنتها أرامكو السعودية لشهر “مايو” تراجعت معها أسعار البنزين بمقدار ٥٠٪ تقريبًا. وهناك عوامل متعددة تؤثر في أسعار البنزين ارتفاعًا أو انخفاضًا.
وأوضح أن من أهم أسباب انخفاض أسعار البنزين تراجع أسعار النفط خلال الأشهر القريبة السابقة؛ إذ تراجعت بأكثر من ٦٠٪؛ وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أسعار البنزين، ويعتبر السبب الرئيس، ولكن ليس كل الأسباب.
وقال: أسعار النفط ليست العامل الوحيد كما ذكرتُ لانخفاض أسعار البنزين، بل إن هناك العديد من العوامل، لكنها أقل تأثيرًا، منها -على سبيل المثال لا الحصر- الطلب على البنزين، وتكاليف النقل، وهوامش ربح المصافي، والضريبة.
وأضاف: في السعودية أصبحت مراجعة أسعار البنزين شهرية، وليس كل ثلاثة أشهر كما في السابق، وأصبحت مرتبطة بأسعار البنزين العالمية.
وأكد النمري أن الانخفاض الأخير في أسعار البنزين بسبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط، إضافة إلى انخفاض الطلب العالمي على البنزين بقرابة ٣٠٪، ووفرة المعروض؛ لذلك بعد انحسار جائحة كورونا -بإذن الله تعالى-، وعودة النشاطَين الاقتصادي والاجتماعي إلى طبيعتَيْهما، من الطبيعي أن ترتفع أسعار النفط، وكذلك سيرتفع الطلب على البنزين؛ وبالتالي ارتفاع أسعاره تباعًا.
وزاد قائلاً: في اعتقادي إن ارتفاع أسعار البنزين في ظل هذه الجائحة هو مؤشر إيجابي، بل مبشر إلى تحسُّن الاقتصاد لدينا بوصفنا دولة منتجة للنفط، مع استمرار تخفيف آثار ارتفاع سعر البنزين على المواطنين ذوي الدخل المحدود عن طريق حساب المواطن، والمبادرات الحكومية الأخرى التي تخدم الهدف ذاته. ارتفاع أسعار البنزين يعني ضمنيًّا تحسُّن الاقتصاد العالمي، وتحسُّن الطلب على النفط، وتحسُّن اقتصادنا الوطني، وهذا الأهم.
لمزيد من ألاخبار:-
