حثّ المدرب والاستشاري الأسري الدكتور أيوب بن خالد الأيوب، على جملة من الأخلاقيات ينبغي استعادتها وعقد النية على تعميقها في النفوس في شهر رمضان المبارك وفي فترة منع التجوّل، الذي يعد فرصة ثمينة لتطوير الذات ومعالجة الكثير من السلبيات.
وركز “الأيوب” في اللقاء المباشر الذي نظمته غرفة الشرقية، ممثلة بمركز سيدات الأعمال أمس، على صفة “التسامح”، إذ قال: إنها “من السلوكيات الخيّرة التي وصفها الله جل شأنه في القرآن الكريم بالصفح الجميل، والذي يعني البدء من الصفحة الجديدة في التعامل مع الغير”، موضحًا أن “الحقد والكراهية تعني السماح للغير بأن يسكن عقولنا دون أن يدفع إيجارًا، وإذا لم يستحق ذلك المسيء المسامحة فينبغي أن يدفع الإيجار، وإن أجمل ما في المسلم أن ينام وليس في قلبه غش ولا حسد ولا حقد على أحد”.
وأكد على ضرورة عقد النية على تحسين العلاقة مع الغير، خصوصًا القريبون مثل (الأهل والأولاد والأحفاد)، انطلاقًا من الحديث الشريف: “خيركم خيركم لأهله”، وهذا الأمر ليس ترفًا ولا ترفيهًا وإنما هو نية في القلب تنعكس على السلوك والتعامل، الذي ينبغي أن يكون حاملاً صفات الحلم والتسامح والخير بشكل عام.
ويرى أن التمتع بهذه السلوكيات تعني الفهم الحقيقي للحياة، قائلاً: إن “الكثير من الناس لا يكتشفون للمغزى الحقيقي من الحياة، حتى يصبحوا على وشك الموت (أو عند المصيبة)، حينئذ ينتبهون إلى أعمق معاني الحياة ويدركون كل ما فاتهم، بينما يفترض أن نعيش الحياة، فهي ليست بروفة يمكن إعادة مشاهدها، وينبغي أن يكون ذلك سلوكًا فليس بالضرورة أن تأتينا أزمة كي نصلح من أوضاعنا، فالأزمة فرصة لاستعادة أدوارنا، ونطور من حياتنا، لكن المفترض أن يكون التغيير جزءًا من سلوكنا اليومي”.
ولفت إلى أن الكبار (الآباء والإخوة) هم قدوات بقصد أو بدون قصد، فإذا رأوهم من هم أصغر منهم في وضع نشط وحرص لتطوير الذات فإن هذا ينعكس على أوضاع الأسرة بالكامل، مضيفًا: أن “البقاء في المنزل الذي فرضته جائحة كورونا يعد فرصة كي نجلس مع أفراد أسرنا، ونعمل على تطوير ذاتنا”.
وشدد على مسألة تقبل الطرف الآخر، خصوصًا القريبون منا، ووصف المبالغة في المثالية بأنها خرافة، حتى أن حكيمة قالت أريد زوجًا لا أستطيع أن أكون في أحسن أحوالي دائمًا، وأن حكيمًا آخر قال: “كمالنا في عدم كمالنا”.
أقرأ أيضا
صدور 4 أوامر ملكية تقضي بإعفاء وتعيين عدد من المسؤولين.. تعرّف على تفاصيلها