كثير منا يعرف أن الأمير سلطان بن سلمان كان أول رائد فضاء مسلم وعربي في التاريخ؛ وذلك بعد مشاركته في رحلة المكوك الفضائي “ديسكفري” عام 1985م. لكن يا تُرى هل فكرتَ ما هي المهام التي أُسندت للأمير في هذه الرحلة؟
بداية، نتعرف على تكوين طاقم المكوك الفضائي؛ إذ إن المكوك الفضائي يتكون عادة من 5 إلى 7 أفراد، يتم توزيع المهام بينهم كالآتي: يوجد بالطبع للمركبة قائد، ومساعد له. وتعد هذه هي المهمة الأولى بالمركبة. وتعتبر مهمتهما أقرب لمهمة الطيار المدني؛ فهو يتحكم في اتخاذ القرار في أمور عدة، منها عملية توجيه المركبة، واختيار الوقت المناسب لإطلاق الأقمار الفضائية، وإعادة المكوك إلى الأرض بعد انتهاء المهمة.
ويتكون فريق ثانٍ داخل المكوك من اختصاصيي المهمة، ويتكون عددهم من 1 إلى 3 رواد فضاء، من مهامهم الخروج من المركبة إلى الفضاء الخارجي لإتمام بعض المهام، كعمليات الإصلاح وغيرها.
وبداخل مركبة الفضاء فريق ثالث، وهو اختصاصيو الحمولة، ويتكون عددهم من رائد أو اثنين. وكان الأمير سلطان بن سلمان يمثل هذا الفريق برحلة ديسكفري عام 1985.
ويعد اختصاصي الحمولة هو الرائد المسؤول عن إجراء التجارب العلمية، واختبارات عمل بعض الأجهزة والنظم المختلفة على متن المكوك أو خارجه.
وخلال هذه الرحلة أُسند لسمو الأمير مراقبة إطلاق القمر العربي الثاني.
وخلال فترة التدريب للأمير سلطان على مهمته في الفضاء كان في حالة فرح شديد؛ إذ ذكر في كتابه “7 أيام في الفضاء” أن من تصريحاته خلال هذه الفترة أنه قال: “أشعر بالحماس والفخر لأنني سأكون أول عربي ومسلم يرتاد الفضاء”. ولم يغب عن خاطره دور الشباب العربي في مواكبة العلم الحديث لتسجيل أسماء أوطانهم في سجلات الإنجازات العلمية التي تفيد البشرية جمعاء؛ إذ قال الأمير: “أحاول أن أكون بقلبي وشعوري مع الجميع، وابنًا للجميع، وأخًا للشعوب العربية والإسلامية.. آمل أن تفتح الرحلة الفضائية آفاقًا جديدة للشباب في بلدي والعالم العربي بأسره، وندرك أن هناك ما هو أهم من ألعاب الفيديو.. فالعالم العربي مليء بالشبان المؤهَّلين المتحمسين. وإطلاقي للفضاء ما هو إلا مجرد بداية لفتح باب الفرص أمامهم جميعًا”.